Thursday, December 28, 2006

في القرفصة النقدية وفن التزريط على القارئ


الفرق بين الناقد و الناقم حرف ،لكن الفرق في الفعل كبير وشاسع و ممتد إلى نهاية الكون.
أن تقول رأيك شئ جميل لكن أن تنفسن على الناس الذين صنعوك فهذا شئ قذر.
التنظير إذن – ولأول مرة – سيكون سمة هذه التدوينة طالما أن كل من هب و دب ينظر و تسمح له الصحف بالكتابة تحت ضغط المساحة التي فشلوا في أن يملؤوها بشئ ذو قيمة
توضيح الحقائق أيضاً سمة مهمة في هذه التدوينة التي ستصل إلى الشخص الذي أقصده بمنتهى السلاسة فهكذا التافهون لهم قرون استشعار وبطحة يحسسون عليها كلما كتب عليهم الناس أو نظروا إليهم أو لمحوهم على قارعة الطريق .

المبتدأ
ناقم (أقصد شبه ناقد) مغمور يحاول الوصول على أكتاف غيره من زملائه الذين رفضوا صداقته بعدما بانت لبته في التملق و التنظير و النفسنة حاول الصعود من جديد على أكتافهم فسب في أحدهم ونصب نفسه حامياً لذكرى نجيب محفوظ،وكأن نجيب في انتظاره ليفعل ذلك.
لكن ليس ذلك هو المهم ، فالمهم هو نظام محاكم التفتيش الذي اتبعه و الذي أتاحت له أخبار الأدب مجالاً رغم محاربتها له وكأن نجيب محفوظ صنم أو إله أو نبي لا يحق لنا أن ننتقده أو لا نقرأ أعماله.
المصيبة أن نفس الناقد المغمور لم يقرأ أصلاً كل أعمال نجيب محفوظ التي تحدث عنها و إنما استمع إلى آراء أساتذته فكون آراء هي في الأصل آرائهم لكن بالكثير من التصرف و التحريف.

الخبر
مغمور موجود على هذا
الرابط
حزق و حزق ثم إنه حزق من جديد ليخرج لنا بهذه المقالة الركيكة المنفسنة لمجرد أن احمد العايدي – الذي حاز مؤخراً على جائزة ساويرس الأدبية عن روايته الوحيدة وهي نفس الجائزة التي حرم منها العام الماضي لمجاملة صحفي في أخبار الأدب - أحمد العايدي رفض صداقة الناقم وتركناه نحن – بعدما عرفنا من أمره و من طباعه و زيفه بل وجبنه أيضاً – على نواصي وسط البلد متنقلاً بين المقاهي و منظراً على أنصاف و أرباع البشر وليس غريباً أن تجده متمسحاً في أساتذته أو متردداً بلزوجة - يحسده عليها ذباب المستنقعات – على مكاتب صحفيين الصفحات الثقافية و أخبار الأدب التي حفظته كراسيها من أجل نشر مقال يصوره و يهديه إلى الناس الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم و كأنه فتح مرفوعاً أو نصب مجروراً ولم يرفعه أحد آخر أو يجره .

الجملة
المقال غريب أن تنشره أخبار الأدب التي هللت للرواية ودافعت عن حرية الرأي لكن يبدو أن مس نجيب محفوظ من قريب أو بعيد منطقة حمراء عند الأستاذ جمال الغيطاني(الذي أكن له كل تقدير كأديب و أختلف معه كرئيس تحرير) و دراويش الراحل العظيم نجيب محفوظ.،ووجب على الجيل الجديد تقديسه و اتباع اسمه ب (سبحانه و تعالى) أو الدعاء له ب ( صلى الله عليه و سلم) أو وصفه ب ( نجيب محفوظ) رضي الله عنه.
نجيب محفوظ عظيم و جميل ومبدع ..لكن من حق العايدي أن يجد ما هو أهم منه ليفعله أو يقرأه ،وحين يقتطع كلام من حديثه إلى أخبار الأدب ليصاغ على أنه هجوماً على الرجل يأتي مغمور ليكتب عنه ندرك حينئذ إلى أي مدى وصل مستوى أخبار الأدب التي بدأت تميل إلى الـ( صفار) في اختيار موضوعاتها وبعض كتابها.أو لعلها حسابات شخصية من نوع آخر

الظرف
صاحبنا القديم الذي لم يكن صاحبنا لم يجد شيئاً يفعله فمارس فعل الكتابة ،ربما طمعاً في الخمسين جنيه التي سيقبضها والتي قد تساعده على إكمال نفقات الزواج، وربما لأنه حاقد على نجاح العايدي وتحققه.لكن الشئ الأكيد أنها سبوبة نساعده بهذه التدوينة كي تكتمل فيجد شيئاً يكتب عنه أو يرد عليه..،واهو الخمسين جنيه حاجة بسيطة ننقطه بيها .

Tuesday, December 19, 2006

خيري رمضان

لم اقابل الأستاذ خيري رمضان سوى مرتين أو ثلاثة و أغلب ما عرفته عنه قبلها أنه رجل دمث الخلق و مدفون في الأهرام (مقبرة الموهوبين و الطامحين في الاختلاف).قبلها كنت أشاهد صورته المصاحبة لمقاله في الاهرام العربي و أحسده على سكسوكته التي يعتني بها جيداً لكن ربما سكسوكته هي التي منعتني من ان أقرأ هذه المقالات وربما هي الأهرام العربي نفسها و التي اراها نموذجاً لإهدار المال العام ..،ويكفي أن رئيس تحريرها وقتها كان الستاذ أسامة سرايا الذي تعاملت معه عن قرب لفترة لم تفلح في تغيير صورته التي كونتها عنه ..،والتي أحتفظ بها لنفسي إلى الآن منعاً للوقوع تحت طائلة قانون السب و القذف.
فيما بعد لفتت نظري تجربة إضحك للدنيا التي صنعها خيري و التي مهد من خلالها الطريق للعديد من الأقلام التي توغلت سريعاً في حياتنا الصحفية و الواقع أن مقالات خيري رمضان و التي كان يكتبها بخط اليد كانت من أمتع ما أقرأه في اضحك للدنيا التي كانت ناجحة جداً في بدايتها. المرة الأولى التي قابلت فيها الأستاذ خيري رمضان كانت في مكتبه الذي فتحه للجميع وهناك قابلت المرحوم د.مدحت ابو بكر وسلمت للأستاذ خيري مقالتين الأولى عرفت أن الرقابة اعترضت عليها و أنه – مشكوراً- كان سينشرها في الصفحة الأولى. أما الثانية فكانت فنشرها كاملة وعلى مساحة متميزة في الصفحة الثالثة وإن كانت و جهة نظره أنني بلال فضل على صغير وهو شئ نفيته وقتها و قلت في الوقت ذاته أنه يشرفني فبلال تعلمت منه الكثير بالفعل رغم أن فارق السن ليس كبيراً لكن فارق التجربة و الموهبة والوزن يصب حتماً في مصلحة بلال.بعدها اختفيت لظروف شخصية وظللت أتابع خيري رمضان ثم فوجئت أنه يقدم فقرة الصحافة في القاهرة اليوم على الأوربيت وبعدها ايضاً صار يقدم مع عمرو اديب بداية الحلقة ( المقدمة) بأسلوب شيق لذيذ و الصراحة أحببته أكثر من عزت ابو عوف و احمد موسى والأخير طبعاً عصي على المحبة لكنك تتعاطف معه رغم ذلك وقد اكتشفتني متلبساً بالقلق عليه في محنته الصحية الأخيرة رغم اني ما بطقهوش (بالأحرى لا أطيق أفكاره ولا مقالاته ولا اسلوبه ولا موالسته للداخلية ولا مخاطبته لضيوفه من ضباطها بيا بيه ويا باشا على الهواء مباشرة..يعني من الاخر ما بطقهوش برضه).أكتب هذه التدوينة وانا لا بيني وبين خيري رمضان مصالح مشتركة ولا هو هيوظفني ف مكان ولا سيتوسط لي في أي مكان ولا حتى أعرف رقم هاتفه الجديد..،وإنما أكتب لأن هذا الرجل واحد من الشرفاء الذين لا نلتفت إليهم وننساهم في معرض حديثنا عن الصحفيين الشرفاء و الجدعان..،وما أعرفه عن هذا الرجل انه راجل محترم و متواضع رغم محاولات بعض تلاميذه الذين اعطى لهم الفرصة تشويهه في غيابه وتحميله مسئولية إغلاق اضحك للدنيا.ويا أستاذ خيري.مقال المصري اليوم يوم الثلاثاء من كل أسبوع لا يكفي ،فعندك الكثير..،ونحن ننتظره

Monday, December 11, 2006

الإخوان الممثلين

لم أكره الإخوان المسلمين في بداية تعرفي عليهم هم وشعارهم (الإسلام هو الحل) و الذين كانوا يلصقونه بصورة منفرة على أي حائط و في أي مكان بطريقة قبيحة ومنافية لأي جمال مع (إن الله جميل يحب الجمال.
لم أكرههم عندما قرأت معظم ما كتب عنهم لأن كل كتاباتهم متحيزة لهم وكل الكتابات الأخرى ضدهم ولا عزاء للموضوعية .
لم أكرههم وهم يدعون البطولة و نصرة الإسلام فربما هو عقلي القاصر الذي يرفض الاعتراف بناس يدافعون عن دينهم بسب دين الآخرين(وليس كل الإخوان سواء)،ويكفي أن فيهم صاحب تفسير في ظلال القرآن الشيخ سيد قطب ، وناس محترمين مثل د.عصام العريان ود.عبد المنعم ابو الفتوح.
لم أكرههم وهم يتوهمون العالم كله ضدهم ولا و أنا أتابع معظم استجواباتهم المضحكة في مجلس الشعب والتي تشعر و أنت تشاهدها أو تقرأ عنها أنك تتابع مغامرة من مغامرات (بطوط) .
لم أكرههم و أنا أتابع ألعابهم في التوازنات السياسية مع الحزب الوطني و أحزاب المعارضة وحركاتها المختلفة فالمشي على الحبل السياسي ربما هو في شريعة الإخوان الجهادية.
لم أكرههم و أنا أقرأ مقالات عبد الله كمال عاصراً على نفسي مليون لمونة و لا بقراءتي لمقالات عم حمدي رزق الذي عانى من تهديداتهم بعض الوقت و من إيميلاتهم البذيئة المكفرة ،واهو عم حمدي برضه ياما شد السلخ عليهم بمناسبة وبدون مناسبة.
لم أكرههم و هم يضعون رجلاً مثل محمد مهدي عاكف على رأس قيادتهم وهو يلقي بتصريحاته الكاريكاتورية - البذيئة في معظم الأحيان - وينظّر ولا أجدعها محلل سياسي فالتماس العذر للناس الكبيرة التي تعدت السبعين شئ مهم ما دام حاكم البلاد ممن قاربوا على الثمانين خريفاً،وليس على عاكف أو مبارك حرج وهذا هو ما وصلت إليه طالما الناس في بلدنا بهذه الحالة المزرية من الذل و المهانة والجري وراء لقمة العيش واياكش تولع البلد.
لم أكرههم عندما دفعتني الصدفة المحضة لأن أنتقد كتاباً ألفته واحدة منهم لأفاجأ بعدها بمنتديات الإنترنت تسب و تلعن في شخصي ولا عندما كتبت منتقداً ازدواجية الشعب المصري الذي رضى بوجود الزنا في عمارة يعقوبيان ورفض الشذوذ الجنسي لأفاجأ بأذنابهم يهاجمونني ويتهمونني بالكفر و الزندقة و الشذوذ متخفيين خلف أسماء مستعارة مع إن أي منهم سهل الوصول إليه و محاكمته و إدانته مهما تخفى..،ولو كان يمتلك شجاعة المدافعة عن قيمه و مبادئه لما استتر خلف اسم مستعار (واللا يمكن إسمه عورة)
لم أكره حق الإخوان المسلمين في المشاركة السياسية بل كرهت الغباء السياسي وة الحكومي المتمثل في غباء أمن الدولة الذين سلطوا خطباء المساجد عليهم ليهاجموهم في خطب الجمعة أيام الانتخابات ،فكانت النتيجة تعاطفاً غريباً و نجاحاً ساحقاً بعد ان ظهروا في دور المضطهدين ولم يكن ينقصهم سوى جناحين على كتف كل منهم ليصبحوا (إخوان بالأجنحة)
لم أكره الإخوان المسلمين سوى اليوم وأنا أتابع ما فعلوه من استعراض قوة في جامعة الأزهر من خلال برنامج (القاهرة اليوم) وهم يقدمون أروع مثل في الغوغائية و الهبل السياسي والإساءة لكل ما يدعونه من مثل وقيم ودفاع عن الدين الإسلامي الحنيف الذي هو بعيد كل البعد عما فعلوه.
لأول مرة أشعر بالخزي و العار لأنني دافعت يوماً عن حقهم في التواجد السياسي في هذا البلد ليردوا الجميل بمنتهى السخافة و القذارة والبذاءة بعرض قتالي في حرم جامعة الأزهر و كأنهم يبعثون برسالة ما إلى الجميع .كانوا ملثمين و لا كأنهم حركة حماس يدافعون عن وطنهم ضد الصهاينة و كل ذلك من أجل الاتحاد الحر.
أنا قطعاً لا أهاجم الغباء الإخواني وحده لكن أهاجم الغباء السياسي الذي يحكم هذه البلد.هو نفس الغباء السياسي الذي رفض أن يدخلوا الانتخابات الطلابية ذاتها ونفس الغباء الذي فصل الطلاب من جامعاتهم قبل اقل من شهر على امتحاناتهم ونفس الغباء الذي زج بايمن نور و طلعت السادات في السجن ليصنع منهما أبطالاً في مسرحية هزلية اسمها مصر.
أساء الإخوان لكل ما كانوا يستندوا إليه من ابتسامات صفراء و قناعات مزيفة و أثبتوا أنهم مثل الداخلية ومثل حركات المعارضة و مثل حكومة هذا البلد وحكامه آخر ما يهمهم هو الوطن نفسه.
لا اختلاف إذن بين الإخوان والحزب الوطني ،وبالتالي فالفوارق طفيفة للغاية بين محمد مهدي عاكف و حسني مبارك ،واعلم أن الأول لن ينام اليوم فرحاً بهذه المقارنة.
و لا وجود للإسلام الحقيقي فيما فعله الإخوان في جامعة الأزهر معطيين الأجهزة الأمنية ضوءاً أخضراً لاعتقالهم و التنكيل بهم فمهما فكرت الداخلية و أمن الدولة ورجال حبيب العادلي في وسيلة يجعلون الناس – و أنا أولهم- يكرهون الإخوان المسلمين ماكانوا ليفعلوا ما فعله الإخوان أنفسهم تحت عباءة الدين
وسيبكم من الإخوان المسلمين...قديمة حبة..خلوها الإخوان الممثلين ...كده أوقع برضه..حتى ممكن تاخدوا الأوسكار

ملحوظة ) : (في انتظار السباب المعتاد من نفس الناس المجاهيل و الذي لن ارد عليه و أفوض أمري إلى الله)
ملحوظة تانية: قاومت رغبة عارمة في كتابة لفظ آخر غير الممثلين على نفس القافية..،والحمد لله أنه أعانني على هذه المقاومة حتى لا افعل ما أنتقده فيهم