Monday, October 22, 2007

كوماندوز


كان ذلك منذ أكثر من عام ونصف تقريباً.يأتي الجميع في موعدهم ولا يتأخر أحد – ولا يجرؤ- عن موعده مع هيكل. يبتسم إبراهيم عيسى وهو ينظر في ساعته حيث اقترب الموعد بينما هو يحك شاربه المميز وهو يقول لإبراهيم منصور: هه.. حد تاني لسة،فيرد:لأ خلاص..نطلع بأه عشان المعاد خلاص.بيت هيكل يطل على النيل.يجاور الشيراتوان وقريب من منزل السادات ،وفيما بعد أصبح قريباً من مكتبة تحمل اسم الرئيس مبارك.يستقبلنا بابتسامة لوردات القرون الوسطى ممسكاً بالسيجار. يتخذ مكانه بصورة تسمح للجميع برؤيته.ها هانا مكتبه الذي يجاور منزله.ها هنا يكتب ويبدع ويقرأ ويتأمل ويفكر ويحلل متعدياً الثمانين بعامين أو أكثر. أنظر حولي فأجد الجميع.أحمد العايدي وخالد كساب ومحمد الدسوقي رشدي ومحمد المعتصم وأحمد الدريني وهاني الأعصر و بيسان كساب وهبة ربيع وخالد محمود رمضان (زقني واحنا بنتصور عشان يبقى جنب هيكل ولما عاتبته اعتذرلي بلطف لم يخفف من غيظي حتى الآن) وطبعاً كان موجود د.أحمد محمود ، وهما دول اللي انا فاكرهم بصراحة.يستأثر عيسى بمعظم الحوار ويجلس معظمنا فاغراً فاه أو مبتسماً في دهشة وهو يستمع إلى هيكل.قبل فترة كان بلال فضل قد كتب منتقداً هيكل أيام الدستور الأولى في مقال بعنوان"سيدنا هيكل عليه الملام" ، وكان عيسى وقتها مختلفاً مع هيكل. لكن ما يثبت أن أمثال عيسى وبلال من الشرفاء أن أفكارهم ليست جامدة ، وآرائهم قد يراجعونها إذا ما استشعروا فيها بعض الخطأ، كما انهم لا يتحاورون مع أحد او يكتبون عنه أبداً من منطلق عداوة شخصية.يحدثنا هيكل عن عبد الناصر وصداقته له وعن السادات وخلافه معه وعن علاقة السادات مع البابا شنودة وكيف صلى في الكنيسة ، ثم يعرج إلى التوريث ويؤكد أن انتقال السلطة يجب أن يتم في حياة الرئيس مبارك. لكن ما أذكره بالحرف حتى الآن هو مقارنة هيكل لأسلوبه وأسلوب عيسى في الكتابة والحياة.قال هيكل: أنا ضابط مشاة أنتظر حتى تحصين دفاعاتي وأنطلق بعد الكثير من التحضير بينما أنت ضابط كوماندوز يهجم على العمق مباشرة.يبتسم عيسى غير معقب، ونقلب التشبيه العبقري في أذهاننا فنراه صائباً دقيقاً غائراً حتى الحقيقة. ننزل من عند هيكل، ونذهب (بربطة المعلم) إلى أقرب قهوة في ميدان الدقي.يشرب عيسى الشيشة ونلتهم الساليزون ونقربع الحاجة الساقعة ونحن نسترجع الحوار كلمة كلمة.فيما بعد نشر هذا الحوار لم تعد الدنيا كما كانت.هوجم هيكل بضراوة من لحاسي جزم النظام وبدأت مشاكل إبراهيم عيسى والقضايا المرفوعة عليه والمضايقات إياها تظهر تباعاً والرجل صامد واقف على أرض صلبة مبتسماً دائماً راضياً بما جرت به المقادير . إبراهيم عيسى ليس ملاكاً كما يصوره البعض وليس شيطاناً كما يصوره آخرون ، وليس حتى إنساناً طبيعياً حتى تكون مميزاته مميزات إنسان عادي وأخطاؤه مثل أخطاء الآخرين. إبراهيم عيسى كوماندوز بكل مميزات الكوماندوز عيوبهم التي لا يتحملها أبداً سواهم



تصوير أحمد العايدي

3 Comments:

At 7:21 AM, Blogger فبركة said...

السلام عليكم
هايل البوست الجميل ده
بالمناسبة انا كتبت بوست عن أزمة مصر الخالية اللى الكل بيمر بيها خاصة الشباب ووضعت فيه وجهة نظر يمكن تكون كلاسيكية مثالية شوية لكن أعتقد أنها ممكن تفيد لو حاولنا نطبقها ولو حد مختلف معاها أكيد هيحط البديل ليها
أتمنى التفضل بالدخول على مدونتى وقراءة آخر بوست
رجاء ضرورى وأمنية أتمنى تحقيقها
تحياتى

 
At 8:50 PM, Blogger أحمد خالد said...

السلام عليكم
أستاذي الغالي أ.محمد
جميل أوي البوست, فعلاً إبراهيم عيسي ما هو إلا كوماندوز,كم أتمني مقابلة ذلك الرجل..
وهيكل بقي الأستاذ
أما محمد فتحي فالرائع.
وبس
من تقدم لتقدم
أخوك
أ.خ

 
At 10:17 PM, Anonymous Anonymous said...

نيس يا مان


السلام عليكم
موقعك جميل جدا
اتمنىان تزور احدى مدوناتى بالاسفل شكرا لك

موقع الزمالك

موقع جوجو الشامل

موقع الاهلى المصرى 101

موقع اخبار الكورة المصرية,الاوربية,العالمية,الاهلى

موقع النادى الاسماعيلى ,اخبار الاسماعيلى

موقع تعليم الفوركس للمبتدئين اون لاين

موقع شباب بيك

 

Post a Comment

<< Home