Saturday, May 05, 2007

عن القناديل





أول قنديل عرفته كان قنديل البحر..كان شئ مرعب بالنسبة لي..كائن رخو يخبط في سعادتك ويلسعك اللسعة التمام وأنت لا تملك سوى الألم أو الصراخ أو الصبر..لم يلسعني قنديل لكني لا أزال أخافه و أخاف شكله حتى الآن

حمدي قنديل:قابلته مرة وانا لسة ف ثانوية عامة متأثراً بما كان يكتبه عنه ابراهيم سعده في أخبار اليوم.ساعتها لم أكن أعلم كم أن هذا الرجل عظيم لأن لا كان عندنا دش ولا يحزنون.في هذه الفترة كان الدش بالنسبة لي هو الدش بضم الدال وما عداه خيال علمي لايوجد إلا في ملف المستقبل ،أما الوصلة فلم يكن الذكاء البشري قد وصل إليها بعد.صافحته (حمدي قنديل لا الدش) في أسانسير عمارة حديقة الأسماك وقت أن قابلته بالصدفة وأنا أنهي بعض الأعمال في مقر المجلس العربي للطفولة والتنمية،والحق يقال أن الرجل كان ودوداً ومتواضعاً ولا يزال،ثم جربت أن أهاتفه تليفونياً العام الماضي واستمعت إلى صوته عبر الهاتف فقلت له :أنا بحبك أوي على فكرة ولولا انك قد والدي ما كنتش قلتلك الكلمة دي .ضحك وعرفته بنفسي فطلع عارفني..محمد فتحي يا أستاذ من الدستور.آاااه..إزيك يا ابو حميد..لأ حضرتك محمد فتحي بتاع الدستور مش ابو حميد .يرد: عارفك طبعاً..انت بتعمل كمان كاريكاتورات دمها خفيف جداً..شكرته وتمنيت له التوفيق وأغلقت الخط قبل أن أساله عن حوار أجريه معه، ولم أتصل به من وقتها لشعور غريب بالخجل داهمني ولم أعرف له سبب.حمدي قنديل من الشرفاء بحق وفصيلة دمه هي محبة هذا الوطن الذي أهانه إعلامه أكثر من مرة لتعرف دبي قيمته وتتنصل منه وسائل الإعلام المصرية معتبرة إياه معارض و المعارضة عند النظام رجس من عمل الشيطان.حقاً أتمنى مقابلته قريباً

محمد المنسي قنديل: يااااااه على هذا الرجل و جماله و إبداعه و تواضعه و جدعنته..عرفته لأول مرة حين نصحني الصديق الأعز محمد علاء الدين بقراءة مجموعته بيع نفس بشرية.استعرتها من مكتبة مبارك بلا حماس و أنهيتها في ساعة وأنا على وشك البكاء.شجن و ألم لا يحتمله شخص مثلي وشخصيات من لحم ودم و حزن تحبه فور أن تشعر به وتبحث عنه إذا ما غاب عنك.كتابة تصل لدرجة المزيكا ووصف يصل لمرتبة الشعر وتجارب غزيرة تستشعرها بين السطور وهروب كبير من جرح قديم لا يزال غائراً في روحه تشمه عبر كل قصصه.فيما بعد عرفت أنه كاتب قصة آيس كريم في جليم وأن تحفته الوداعة و الرعب شوهها رفيق الصبان و إيهاب راضي في فيلم ماسخ اسمه فتاة من إسرائيل.بحثت عن كل أعماله فوقعت في هوى روايته الأثيرة انكسار الروح ولم أنس حتى الآن جملة (يا فاطمة..يا غرامي الحزين)، ولم أجرؤ يوماً على أن يمر شهر دون أن أقرأ في مجموعته الساحرة (من قتل مريم الصافي ) باكياً مع ( أغنية المشرحة الخالية).بعدها قرأت آدم من طين واختصني عم حمدي عبد الرحيم بنسخته من (احتضار قط عجوز) وكنت ممن زنوا على محمد هاشم لكي يسرع في إصدار (قمر على سمرقند) التحفة التي فازت بجائزة ساويرس للرواية.وسط كل هذا كنت أبحث عن محمد المنسي قنديل بملقاط.وأطارد أعماله في كل مكان.في مجلة ماجد وفي العربي الصغير وفي كتبه التراثية التي يعيد فيها سرد الألم العربي (تفاصيل الشجن في وقائع الزمن ) أو (شخصيات حية من الأغاني)،اتابعه بينما هو سندباد يتنقل بين بلد وأخرى بحثاً عن حلم لا أعلمه.هو الآن يعمل في مجلة العربي بالكويت ونشرنا له في الدستور قصته البديعة ليدي هوم ووعدني بقصة أخرى في انتظارها منه. لابد إذن أن أشكر أستاذي المبدع د.محمد المخزنجي الذي أعطاني بريده الإلكتروني كما أنني لابد أن أشكر المنسي قنديل شخصياً لنه شرفني برقم هاتفه الخاص حيث حدثته لأول مرة بعد استلامه الجائزة كطفل صغير وجد فرحته الضائعة.د.محمد المنسي قنديل..شكراً لأنك أنت

محمد قنديل: لم أكن أحبه في البداية لأن التليفزيون زهقني ف صباح الخير يا مصر الذي كنت أشاهده في فترة طفولتي المشردة من أغنية يا حلو صبح يا حلو طل،وبما أنني لست من هواة ماجدة التي غنى لها قنديل الأغنية فقد كنت أردد دائماً عن أهله ما صبح وعن أهله ما طل،لكن علاقتي بقنديل تغيرت بعد 3 سلامات التي غنيتها لزوجتي في حفل خطوبتنا بمصاحبة عمر وعوده الجميل وكل الأصحاب الذين جاؤوني في هذه الليلة الجميلة..كان ذلك يوم 19 سبتمبر 2002 (يا رب يكون التاريخ صح يا إما هتقتل) ..يمكنك حتماً الاستماع للأغنية بصوت مدحت صالح، لكنك ستحبها أكثر من قنديل الذي أنصحك أيضاً بسماع رائعته (سحب رمشه) وصباح الجمال في الكلام المبدع(سحب رمشه ورد الباب كحيل الاهداب...نسيت اعمل لقلبي حجاب، وقلبي داب..دااااب)..آخر أعمال قنديل قبل وفاته كانت تترات مسلسل الأصدقاء من تلحين العبقري ياسر عبد الرحمن




12 Comments:

At 7:02 PM, Blogger Marwa Friday said...

جميل يا ابو عمر والله
متطور ..صباح الورد
يابختك عمري ماشفت قناديل ولو اني بحب تلات سلامات لانها من كلمات جاري العزيز مرسي جميل عزيز ..وبحب حمدى ومحمد قنديل سويا ..بوست هااااااايل
بالتوفيق
ألف مبروك يادكتور محمد ...انت ماحضرتش فرح جيمي فى طلعت حرب ..بارك الله لهما وعليهما ..يارب ابعد البركة عن مصر ...صباح الورد ..! اا

 
At 12:59 AM, Blogger وليد said...

رحلة ممتعة بين القناديل...

تخيل أول مرة أشوف مدونتك

ياريت تشرف (خربانة يا جدعان ) مدونتى

ضبش بيسلم عليك

 
At 12:20 PM, Blogger admelmasry said...

قنديلان تتحدث عنهم
.
.
ما بقي لنا ان نفعل سوي ان نتذكر لظات شجن ونسرح مع خيالاتنا الي بعيد
حتي نلقتي مرفأ تحط عليه سفيتنا
.
.
اظن ان الزمن قادر علي ان ينجب مثل هؤلاء
اعطي من بقي منهم وافر الصحه
.
.
تحياتي لك والسلام

 
At 4:38 PM, Blogger تليفزيون ملون said...

انا احترم حمدى قنديل من ايام ما كان بيجى فى البرنامج بتاعة اللى كان بتعرض فى التليفزيون المصري و الفضائية المصرية ..

و حسيت انه انسان صح فى المكان الغلط و مكنش الفضائيات بالشكل اللى موجودة عليه النهاردة ..
بس كان برنامجة يستحق المشاهدة و التقدير ..

جميل تاحساسك هذا يا اخى ...ابو عمر

 
At 4:05 AM, Blogger Radwa said...

أنا كنت بحب اسمع حمدى قنديل اوى من قبل ما أدخل كليه الاعلام وأنا كنت لسه فى اعدادى وثانوى وكنت بحس انه بيتكلم بصراحه شديدة جدا ومش خايف وجرىء فى مواجهته للاشياء التى كان يعرضها وهذا ما أعجبنى فيه

 
At 12:23 PM, Blogger Hany Barakat said...

Ana ba2a etlasa3t mn el anadel lel asaf... :-) Leek 7a2 te7'af menha!

7amdy Andeel, I love him... I feel he's hsouting with my voice... te7es eno bytklm blsan na skter awy t3bana fel omma de!

:-) Awel mara asm3 bsra7a 3n a7'er andel zakarto! bs ha7awel 22ralo 7aga mn elly zakrtha...

 
At 10:46 PM, Blogger ASSAD EBN ELFORAT said...

اننا يا سيدي افتقدنا المذيع اللامع وفنان الصحافة والقلم الجريء الاستاذ /حمدي قنديل فله منا الف سلام وتحية

 
At 12:01 AM, Blogger the only thing better than love is freedom said...

7amdi kandel men aktar el shakseyst el seyasseyah el gadah fe masr we mabasada2sh 7aga ella lama asma3ha mennoh wekon el shabab yahtammo beh zayek dah ma3nah en masr lessa bekher

 
At 1:10 PM, Blogger أشرف حمدي said...

كم سعدت بهذه التدوينة الرائعة عن شخصية أكثر من رائعة
تحياتي

 
At 9:09 PM, Blogger We2am said...

3ndk 7a2 tmamn..enbs6 eny masheet 3la nafs eltare2 fe 7ob el2nadel"elle sefat.ha enha btnwr tab3an"ra3'm showyt ta7fozat 3la 7amdy 2ndel :)

 
At 4:44 PM, Blogger عمرو عز الدين said...

راقت لى هذه التدوينة بشكل خاص.. ربما لأننى من عاشقى حمدى قنديل، و صوته القوى، و نظراته الصارمة، التى كانت تجعلنى أخاف حينما كنت أتابعه فى برنامج رئيس التحرير الذى كان.. كنت لا أستطيع النظر فى عينيه لما فيهما من قوة و صرامة تشعرانى أنه ينظر لى أنا بالذات..

ربما أعجبتنى التدوينة لأنها تكلمت عن أغنية تلات سلامات التى أحبها بشكل جنونى و أغنيها فى كل و أى وقت..

ربما لأننى لأول مرة أكتشف أن هناك كل تلك القناديل الرائعة فى مصر

و أكتشف أن الشارع الطويل ( مصر ) كان واضح الملامح بـ( ضى القناديل ) التى غاب أكثرها عنا فعاد الشارع لعتمته

تحياتى للتدوينة الجميلة

عمرو عز الدين / حامل شعلة المخلدين

 
At 3:49 AM, Blogger مدونة بكار said...

الاهم انى محتاج تبعت لى رقم تليفون حمدى قنديل ضرورى اذا كان ممكن
هنا او على الايميل ده لانى بحبه بشكل لا تتخيله ونفسى اقابله
ايميلى علشان تبعت لى رقم تليفونه - ده اذا تفضلت
elabady2055@gmail.com

 

Post a Comment

<< Home