Monday, September 24, 2007

تيم الحسن..يخرب بيت كده


قبل عامين تابعت بشغف مسلسل ملوك الطوائف ، واعتبرته منتهى الإبداع في العمل الفني ،وكنت مستمتعاً بالأداء الراقي و المباراة القوية التي جرت بين فنانين سوريين بقامة جمال سليمان و أيمن زيدان وتيم الحسن.
احترمت تمكن هؤلاء الفنانين من أدواتهم، ورحت أتابع أعمالهم بشغف لأكتشف ذكاء كبيراً وموهبة أكبر.
يعني مثلاً كل معلوماتي عن أيمن زيدان كانت انه ممثل كوميدي ظهر بخفة دم في إحدى حلقات من سيربح المليون،لكنني رفعت القبعة لهذا الرجل بعد بطولته لمسلسل هولاكو وآدائه الرفيع في ملوك الطوائف، والعام الماضي كان يمكنك أن تتعاطف معه وتحب شخصيته في مسلسل على طول الأيام.صحيح أن تجربته هذا العام لم تكن ناجحة كما توقعتها في مسلسل ظلال ورماد الذي يعرض على المحور ،لكن احترامي لهذا الرجل لا ينتهي.

عندك أيضاً جمال سليمان الذي التقيته العام الماضي اثناء عرض مسلسله حدائق الشيطان الذي دخل به قلوب المصريين بسرعة مثال آخر على ذكاء الاختيار ولمن يريد أن يستمتع عليه بالتغريبة الفلسطينية وصقر قريش و ربيع قرطبة وملوك الطوائف وذكريات الزمن القادم وعصي الدمع وغيرها من المسلسلات التي شهدت أدواراً متميزة له.صحيح أيضاً أنه – للأسف الشديد- لم يوفق هذا العام في مسلسله أولاد الليل الذي كتبه الصديق محمد سليمان عبد المالك إلا أنني وجدت كماً من التصالح مع النفس ونقد الذات حين التقيت جمال سليمان منذ عدة أيام حيث دافع عن المسلسل واعتبر أن الناس لم تجد ما تريد لأنها اعتادت دراما النجم الواحد الذي تدور جميع الشخصيات في فلكه بينما مسلسله على حد وصفه بطولة جماعية.
لكن يبقى الإعجاب والتقدير و الاحترام الشديد لموهبة الجميل تيم الحسن الذي لم يفاجئني بآدائه الرائع في مسلسل الملك فاروق، وإنما فاجأ عدد كبير من الناس و النقاد التي راهنت على فشله وحاربته قبل أن يأتي في هوجة الهجوم على الفنانين السوريين،فتيم ذكي لدرجة أنه لم يرد على أحد ولم يلتفت سوى إلى عمله الذي يعتبر أبلغ رد على الجميع فلا انشغل بحوارات صحفية ولا انشغل بالدخول في أي معارك يسعى الآخرون لجره إليها.
تيم الحسن الذي جسد شخصية الخليفة المعتمد في ملوك الطوائف ومن قبلها قام ببطولة ربيع قرطبة وظهر في عدد من المسلسلات السورية التاريخية الشهيرة لم ترهقه اللهجة المصرية في الملك فاروق،ربما لصغر سنه، بعكس جمال سليمان و أيمن زيدان هذا العام حيث تشعر معهما بتقل اللسان في العديد من العبارات المصرية الدارجة التي ينطقونها،والمقارنة واجبة بالمناسبة مع احترامي لثلاثي التمثيل السوري الجميل والمبدع.
يمكنك أيضاً من خلال آداء تيم أن تتعاطف مع الملك فاروق في الكثير من الأحيان ،فورق لميس جابر يعيد سبب مصائب فاروق لتربيته القاسية و حرمانه من حنان الأب،ثم لفقده الثقة فيمن حوله وأولهم أمه الملكة نازلي التي جسدتها ببراعة وفاء عامر في مفاجأة حقيقية للعبد لله بعد موجة الهلس و العري التي انطبعت في أذهان الناس ع وفاء طيلة السنوات السابقة.وحى طلة تيم الحسن ووجهه المريح وآدائه الذي يخلو من الفزلكة كلها أشياء تجعلك تحب هذا الممثل الرائع.
بالطبع الأمر لا يخلو من نقد في انفعالات تيم في بعض المشاهد والتي جاءت مبالغاً فيها إلى حد ما،لكن يبقى توجيه المخرج هو الفيصل في هذه الأمور.
تيم جسد من قبل شخصية نزار قباني في مسلسل حمل نفس الاسم لكنه يثبت في الملك فاروق أنه متميز للدرجة التي تجعلك تقول بعد كل مشهد..يخرب بيت كده
ولمن لا يصدقني يمكنه أن يتابع المشهد الساحر الذي تحدث عنه الناس والذي جمع بين فاروق ووالدته نازلي هنا،ويا تيم نورت مصر، وأتمنى ألا تتسرع في أي اختيار قادم لك في مصر لأن الاختيارات و الإغراءات ستكون كثيرة وأنا شخصياً أراهن عليك