Sunday, June 15, 2008

مع التدوين ..ذلك أفضل

(1)

لم أعتبر نفسي يوماً مدوناً ، ولم أحرص في أي وقت من الأوقات على دورية معينة أنشر بها تدويناتي مثلما يفعل البعض ، ومن الصعب أن تجد أحداً يداوم على متابعة جديد ما أكتبه في هذه المدونة ، وعلى الرغم من كل ذلك لم أستطع إلغاء هذه المدونة أو التوقف عن الكتابة فيها ، ربما لأنها تذكرني باللحظة التي قررت فيها أن أدون حين رزقني الله عز وجل بعمر
ولم يكن قد ولد بعد ، لكن الغريب أن عمر لم يأخذ حيزاً من المدونة سوى في التدوينة الأولى وفي تدوينة أخرى كنت أرد فيها على أحمد الذي كان يسخر من مشاعري آنذاك ، لكن للحق فمدونة أحمد نفسه أحرص على متابعتها ، وأراه أكثر الساخرين استحقاقاً للمتابعة على مستوى المدونات بغض النظر عن فجاجته وسفالته أحياناً التي لا تملك إلا أن تحبها رغم رفضك لها ، ولعل هذه التركيبة الغريبة هي التي تجعل لمدونة أحمد طعماً يصعب تذوقه عند الآخرين.
نفس الشئ ينطبق على
وائل عباس الذي كتبت اسمه ضمن من أهديت لهم (ليك شوق ف حاجة ) معجباً بانفراداته الجميلة رغم عدم معرفتي الشخصية له وعدم مقابلتي له ولا مرة . يتميز وائل بنفس الفجاجة التي لا تفصلها أبداً عن تميزه وحمله لروحه على كفه من خلال انفراداته المتميزة وانتقامه الدائم من الداخلية لحساب الناس الغلابة ، صحيح أن وائل يمكن استفزازه بمنتهى السهولة للوقوع في الخطأ والشتيمة وأحياناً لا يتحمل الاختلاف معه ، لكن تلك هي قواعده فإذا أردت اللعب معه ينبغي عليك أن تلتزم بها ، وها أنا أفعل.
مدونات أخرى عديدة تجعلني أتوقف أمامها إما إعجاباً أو على سبيل العادة القرائية أو لمجرد الرصد ليس إلا والتعرف على الجديد في دماغ هذا الجيل بمختلف اتجاهاته.
لا يمكنني مثلاً أن أتجاهل مدونة صديقي العزيز ورفيق الدرب محمد علاء الدين بكل ألقها وتميزها وشخصية علاء الطاغية فيها ، كما أنه سيكون من غير الممتع لأي قارئ مدونات محترف ألا يتابع موهبة رائعة وجميلة ومتميزة اسمها البراء أشرف ، أو يتجاهل المرور على مدونة أشرف حمدي أو د. ميشيل حنا ، أو يحاول الاختباء من الطهر الذي يشع من مدونة أحمد الدريني أو يتملص من موهبة رحاب بسام والعوالم الملائكية والرومانسية للعزيزة نهى محمود ، وبين الحين والآخر لابد من زيارة مبدعين على شاكلة طارق إمام أو باسم شرف أو محمد أبو زيد أو محمد كمال حسن أو محمد صلاح العزب.كلهم يجعلون للتدوين متعة تستحق العناء أمام شاشة الكمبيوتر ، وحتى على الجانب الآخر فيمن تختلف معهم فكرياً ونفسياً تجد مدونات تستحق المتابعة مثل مدونة ضاكتور خالد ومدونات عدد كبير من أصدقائه السلفيين ، لكن تظل نجمة مدونات تلك الفئة هي مدونة ( عصفور المدينة ) الذي أحب أن تقرؤوا رأيه هذا لتعرفوا كم هو جميل وراق ومهذب ومحترم في اختلافاته مع الآخرين.
بالطبع نسيت العديد من المدونات الرائعة مثل أحمد شقير أو أخف دم لأشرف توفيق أو سهى زكي و الساحرة الشريرة ونائل الطوخي ، ولربما يعترض بعضكم على العديد من هذه الأسماء أو يكرهها كلها ، لكن من وجهة نظري التي لا تلزم أحداً غيري مع هؤلاء التدوين أفضل .

(2)

في الفترة التي انقطعت فيها عن التدوين ( أربعة أشهر تقريباً) حدثت العديد من الأشياء .صدرت مجموعة (بجوار رجل أعرفه) في أواخر أيام المعرض وكان أول حفل توقيع لها ( وياللشرف) مع أستاذي د.أحمد خالد توفيق . استقبال الناس كان جميلاً ومدهشاً لمحمد هاشم فمن غير المتوقع أو المعتاد أن تحظى مجموعة قصصية بمثل هذا التوزيع ، وقد نفذت الطبعة الأولى في أقل من ثلاثة أشهر وها هي الطبعة الثانية على وشك الصدور ( أطال الله في أعماركم) .
أهديت المجموعة لعدد قليل جداً من الأصدقاء والزملاء وربما أكون أعطيتها لناقد واحد فقط على سبيل احترامي لهذا الرجل .صحيح أنه لم يكتب عنها لكن هذا لا يقلل من احترامي له ، مع العلم بأنني لم أسع يوماً لأن يكتب أحد عن المجموعة ، وقد نفذت الطبعة الأولى دون أي مقال او خبر عنها اللهم إلا مقال الصديق العزيز محمد هشام عبية في بص وطل والذي أعاد نشره في الدستور ، ثم كانت حفلة التوقيع الجميلة التي جمعتني مع الروائي المتميز طارق إمام والمبدع المذهل الطاهر شرقاوي في مكتبة ديوان ، والتي نشر عنها في الدستور و البديل وهي فرصة لشكر الأصدقاء سامح قاسم و سمر نور .
لكن أكثر من يستحق الشكر على رأيه الذي أخجلني كثيراً هي الأستاذة الجميلة ( نجلاء بدير) والتي كتبت عني وعن المجموعة في عمودها في الدستور دون سابق معرف وقالت كلاماً لا يزال – وسيظل بإذن الله - وساماً على صدري ، ولم أستطع أن أشكرها كما يجب حتى الآن .و أكثر من يستحق التقدير على رأيه الذي شعرت بعده أن المجموعة صدرت بالفعل هو عمنا الأديب الكبير بهاء طاهر والذي أشاد بالمجموعة ولم يبخل عليّ بفرحة ادخلها على قلبي شارحاً فيه نقطة من نوره وبهائه الطاهر.
على أو تي في كان لي لقاء جميل أعتز به للغاية حول المجموعة من خلال مساءك سكر زيادة والأعزاء هيثم أبو عقرب و مي مجدي ، وكم أسعدني رأي صديقي و أستاذي بلال فضل في المجموعة، وقبلها كنت بصحبة طارق إمام في النيل الثقافية وقلت رأياً في الحركة النقدية حالياً لم يعجب البعض ( والحمد لله أنه لم يعجبهم).
ولأن المجد للرواية – والتوزيع الكبير أيضاً – فلا يزال نجاح المجموعة يدهش البعض ، لكن المثير للفقعة في الأمر( سوري على لفظ مثير) أن الجميع صاروا يتعاملون مع القصة القصيرة وكأنها أدب درجة ثالثة ، وتجد من يقول لك دائماً وهو يهنئك العبارة الغريبة ( عقبال الرواية ) وكأن القصة هي كي جي ون الأدب بينما الرواية هي الليسانس أو البكالوريوس ، وعلى الرغم من أن مبدع عظيم اسمه يوسف إدريس استمد عظمته من القصة القصيرة وليس الرواية إلا أن دور النشر تتجنب القصة القصيرة وكأنها رجس من عمل الشيطان. وعلى الرغم من أن هذا ليس هو زمن الأدب من الأساس إلا أن هذا التصنيف لا يزال معتمداً عند دور النشر ففي البداية تأتي الرواية ثم الشعر ثم المقالات لكبار الكتاب ثم القصة القصيرة و المسرح في ذيل القائمة .
أذكر أنني سألت الشاعر الكبير فاروق جويدة ذات مرة هل نحن في زمن الشعر أم الرواية فرد بثقة : ( نحن في زمن المسلسلات) !!

بالصدفة عرفت أن النيل والفرات تبيع المجموعة على مستوى الوطن العربي ، وأن سعرها حوالي 6 دولار..، وإذا كان هذا نجاحاً كبيراً للمجموعة فأنا أدعو الجميع لشراء المجموعة مني شخصياً بخمسة دولار بس

عموماً شكراً لكل من قرأ المجموعة وأعجبته ( أو لم تعجبه ) وشكراً لنهى محمود التي أهدتني شيكولاتة ضخمة - التهمتها في أقل من خمسة دقائق –وصورتني وأنا آخذها منها ( كي تبتزني فيما بعد) وكان لها رأياً جميلاً في المجموعة ، وشكراً لبص وطل و رامي الشرقاوي وأحمد بدراوي في طراطيش كلام وشبكة روايات التفاعلية والصديقة العزيزة إيمان يوسف وجروب كتاب جديد في السوق ، وستكون الندوة الأولى لمناقشة المجموعة في مقر جمعية الثقافة و الحوار بالإسكندرية منتصف يوليو القادم.

(3)

ضمن أهم ما حدث لي الفترة السابقة مشاركتي كمستشار إعلامي لحملة حماية لبدء علاج 5000 مدمن على مستوى الوطن العربي والتي أطلقها عمرو خالد بالتعاون مع الأمم المتحدة وشرطة دبي .عرفت كثيرين من خلال هذه الحملة ممن شرفني العمل معهم أو معرفتهم ، ونجحت الحملة بحمد الله على كل المستويات ، وفي مارس الماضي نشرت لي مجلة العربي الكويتية ذائعة الصيت مقالاً على صفحتها الأخيرة التي كتب فيها قبلي عظماء الفكر و الأدب ، وشرفني أستاذي المبدع دوماً د.محمد المنسي قنديل بهذه المساحة لتكون وساماً جديداً على صدري، كما حصلت أربعة مشاريع ( أو لعلها خمسة ) من مشروعات التخرج التي أشرف عليها في قسم الإعلام بجامعة حلوان على المراكز الأولى وأذكر منهم مجلات شبابيك وكلام رجالة ، وهي مجلات متميزة لجيل واعد عنده الكثير ، وفي إبريل حصلت أخيراً بحمد الله وفضله على الماجستير بتقدير ممتاز ، ولعل أكثر ما أسعدني في هذا اليوم هو البورتريه الجميل الذي أهداني إياه الفنان الجميل عبد الرحمن أبو بكر الذي كان ضمن الحاضرين للمناقشة . أما أغرب ما حدث لي فهو أنني ظهرت لدقيقتين كاملتين على برنامج الكورة مع شوبير على شاشة قناة الحياة مكرماً النجم الخلوق محمد أبو تريكة على مشاركته في حملة حماية ، ورغم أنهما دقيقتين فقط إلا أن مصر كلها تقريباً حدثتني عنهما وفوجئت بكل من قطعوا صلتهم بي منذ فترة يعيدون الاتصال بي ليس حباً في عيوني الأربعة بالقطع لكن أملاً في الحصول على نمرة أبو تريكة !!

(4)
لأول مرة أشعر أن هذه المدونة وحشتني، ولأول مرة أكتب كل هذا الكلام عليها ، فشكراً لمن تحملني حتى النهاية .